Wednesday, 13 July 2022

 

- نزهة ممتعة -


ذات مساء اجتمعت مع بعض قسورة الجامعة للسياحة عند مخيم بعيد عن ضوضاء المدينة، استغرق السفر ساعتين، وصلنا إلى المخيم أثناء أذان المغرب، فاسترحنا قليلا ثم أقمنا الخيمة واحدة تلو الأخرى، بعد استقرار الحال قمنا بالصلاة جمعا بين المغرب والعشاء، وأعد بعضنا وجبة العشاء بالفحم وسط الخيمة.

لما جن علينا الليل شعرنا بالبرودة الشديدة، فجلسنا حول الجمرة المشتعلة بنار دافئة وبدأنا بتبادل أطراف الحديث حتى منتصف الليل، كما تبادلنا بحراسة المكان فنام بعضنا واستيقظ الآخرون، وكانت الخيمة بجوار واد واسع مليء بمياه الأمطار، ثم شاهدنا النجوم المنثورة فوق السماء الصافية قبيل الفجر بنصف الساعة.

لم نكن نشاهد طلوع الشمس لكثافة الضباب حول الخيمة، ولكن تجول بعضنا إلى زوايا الوادي للرياضة وأخذ الصور المتنوعة عند المواقع ذات المناظر الجميلة، وفي الضحى قبل العودة قمنا بتناول الفطور وتنظيف موقع الخيمة لكي نتركه كما كان نظيفا ومريحا حفاظا للبيئة وصفاء الهواء، عدنا بالسلامة نهار ذاك اليوم، فيا لها من نزهة ممتعة!


 

- وقليل ما هم -


عند شاطئ النهر وبـهجة مناظره تصفو العقول وتـهدأ النفوس وتتسع الصدور، ومع جريان وتدفق مياه النهر تـجري هذه الأسطر؛ للتعبير عما في الـخواطر من أفكار ومشاعر، كم من نعمة ومنة تـخلو من شكرها، لقد انشغل الكثير عن فضل الـمنان عليهم، فأورثهم الـجبار الغفلة عن رغد العيش الذي كانوا فيه، تضيق ضمائرهم بـحلول أصغر حوادث الدهر.

لما جن الليل على المخيم قام الخاشعون لمناجاة الملك الوهاب، ملأت نفوسهم الرغبة فيما عند المولى من فيض الكرم وقديم الإحسان، هم المشتاقون إلى الجنان، يتنعمون بما آتاهم ربهم ولا يخلو بالهم من شكر النعم، فزادهم الله نورا على نور، وأسبغ لهم جمال ستره وحصين وقايته، شتان بينهم وبين من غرقوا في بحر الشهوات، وأخذتهم أمواجه إلى شقاق بعيد فتذهب ريحهم.

كم نحن بحاجة إلى تذكير أنفسنا بأن الله تعالى أرفق بنا من أمهاتنا وآبائنا، وأن عين الله ترعانا في حركاتنا وسكناتنا، نعجز عن إحصاء نعمائه علينا بكل ما لدينا من جهاز، فهلا نوجه جهدنا لشكرها؟! ونسعى لنيل رضا ربنا؟! بما أن شكر النعم عينه نعمة من الله يمنها على القليل من عباده، فنرجوه أن يجعلنا من الأخيار، ويردنا وأهلنا إليه ردا جميلا بكل لطف وحنان.



- هواية جديدة -


تركت الكتابة مدة طويلة.. فأمسيت حائرا فيما سأكتبه في هذه اللحظة.. لقد انشغلت بهواية جديدة.. تأخذ من جهدي وتركيزي عند أوقات الفراغ.. إنها هواية فن الفخار.. أصنع به أدوات الطعام والشراب من الطين.. لم أكن ماهرا بعد.. ولكن أحاول مرة بعد مرة.. فإن بالتكرار يتعلم الشطار.. مازلت أخطأ مرارا أثناء التمرين.. وتظهر النتائج مقبولة لا بأس بها.

شاهدت بعض الخبراء في ذاك الفن من أنحاء دول العالم.. منهم من يكون كبيرا في السن ومنهم من يكون شابا يافعا.. كانوا يستخدمون الأساليب المتنوعة والمتميزة.. كثيرا ما أستمع إلى شرحهم وتوجيهاتهم.. ودوما أقارن بينهم؛ لأختار الأسلوب المناسب بطابعي.. حقا إنها هواية تحتاج عند تطبيقها إلى التأني والصبر.. خاصة للمبتدئين كأمثالي.. ومن عنده همة في الفخار.

لقد صنعت بعض الأثاث الصغيرة بفضل الله وبمساعدة بعض أصحابي، ترونها في خلفية هذه الكتابة الموجزة.. فما رأيكم فيها..؟ وهل لديكم مداخلات لتحسينها..؟ هل هي تعجبكم أو ترون فيها النقصان..؟ حتى الآن وأنا أبحث عن المادة الجيدة؛ لتطوير مهارتي في تلك الهواية، فأرجو منكم الإفادة.. بأي مكان أجد جمعية فن الفخار عند مدينتي..؟ وكيف أشارك فيها؟


- مدرستنا الأسيرة -


شيء عجاب.. حينما نلفت النظر إلى ما يحدث بأحوال طلبة العلم هذه الأزمنة.. فتحت الأسواق.. وأغلقت المدارس.. فيا ترى.. ما الذي يصيب أذهان المسؤولين في مجال التربية؟ أليس منهم رجل رشيد؟ لقد أبعدت الطلبة عن أهم أسباب لنيل العلم.. ألا وهو صحبة أستاذ.. أيها الفضلاء، متى ستنهضون من نومكم العميق.. وإلى متى تستترون برداء تقدم التقنية والتعليم عن بعد؟

إن الحصول على إمكانية التعليم بالمدارس شيء ضروري.. فالمدرسة مثل المستشفى.. والمعلم كالطبيب تماما.. ولا تختفي هذه الحقائق على أعيننا.. فإن بعد الطلبة عن معلمهم يظهر أسقاما قلبية باطنية.. ويفتح أبوابا لتضييع أوقاتهم.. من الوقوع في قلة الأدب إلى إنشاء مظاهرات تافهة.. مما يسيء إلى سمعة طلبة العلم.. ويقلل من شأنهم.

يا أصحاب العقول السليمة.. كيف تبدلون عملية التعليم في المدارس بأداء الواجبات المنزلية فحسب؟ ألا ترون أنكم تثقلون على الطلبة بكثرة الواجبات؟ أين نحن من مبدأ رحمة للعالمين؟ أم ذهبت منكم القدرة على القيام بعملية التعليم بوجه يليق به؟ عار عليكم أيها النائمون.. انهضوا وارجعوا سويا إلى التفكير السليم.. وإلا فكيف يدرك أهمية فتح المدارس قوم نيام تسلوا عنها بالحلم؟!


- كل ميسر لما خلق له -


قلة اهتمام المدرسين بمصالح الطلبة عيب كبير يجرح سمعة الجامعة.. فالطلبة لهم حق عظيم على أعناق المدرسين.. ولا ينبغي إهمال مصالحهم الدراسية أبدا.. فلينتبه كل من قام بتدريسهم على ذلك الأمر الخطير.. وليتق الله فيهم؛ لأن مستقبل هذه الأمة يقع عند أيدي طلبة العلم الشريف.. فهم الأجيال القادمة.. حاملو راية التربية الإسلامية.

قد يحتل المتعلم مكانة عظيمة في التعليم عند مجتمعه مستقبلا؛ لذا يجب على المعلم أن يكون قدوة حسنة للمتعلم.. ولابد للمعلم أن يأخذ بيد المتعلم إلى ما فيه صلاح نفسه.. ولا يتركه وحيدا غريبا دون مرشد حميم.. ويسعى في تحقيق مصالحه بكل جهد وحرص.. فإذا اهتم المعلم بتلك الأمور المهمة وجعلها نصب عينيه.. تمت النعمة بها على المتعلم.

من لم يقدر على القيام بأداء حقوق الطلبة.. فلا يليق له أن يصبح معلما بمؤسسة تعليمية.. ولاسيما عند المرحلة الجامعية التي يردها الطلبة باختلاف ميولاتهم.. فليتنبه كل معلم على تنوع مواهبهم؛ لأن الاهتمام بمصالحهم الدراسية يتم بأخذ يدهم إلى ما فيه عشقهم من درس أو موهبة.. حتى يكونوا ماهرين في المهن نافعين في المجتمع.. فكل ميسر لما خلق له.

 

- فاقد الشيء لا يعطيه -


بعيد عن الأدب والحرص على فهم الدروس، بعيد عن النجاح وإيصال المعلومات إلى الأذهان، بعيد عن البركة ونفع أفراد المجتمع، بعيد عن القبول واحترام العلم، بعيد عن إحياء القلوب ونهضتها من نوم عميق، تلك هي الظواهر المكشوفة والحقائق المعروفة لدى أصحاب الضمائر الواعية تحت الغطاء المسمى بتعليم عن بعد عند المدارس والجامعات.

جعل الأغبياء المؤسسات التعليمية شركة ومصنعا لإنتاج الجهال ونشرهم وسط المجتمع الإسلامي، وضيقوا عقول أبناء جلدتنا بوضع المنهج الدراسي المعتمد على التعليم عن بعد مستدلين بتقدم التقنية، غافلين عن عواقبه الخطيرة، شأنهم الأموال والجري وراءها شبيه الذئاب بل هم أبشع، أشربوا في قلوبهم حب الدنيا وكراهية الموت، وذلك مبلغهم من العلم.

شتان بين زراعة الأجيال الكريمة وصناعة منتجات الشركة، وعديم العقل لا يقدر على التفرقة بينهما، فيحسب أن خيرة ذات كبد رطب مثل الجماد تماما، يتمنى السيطرة عليها ويجعلها كالبضاعة المزجاة وينسى أنه من جملتها، لا يدرك بأن الإنسان مكرم، وأنى له الإدراك والفهم مع غياب الذهن، دوما يهدم جدران التربية وتقدمها، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.


- على العربية السلام -


إنها معركة نراها قديمة بين الفئتين.. فالعربية لغة نفيسة هجمها الناس، ونصرها الآخرون.. هي درة لحضارة الإسلام الراقية.. وبدونها عاشت البشرية في ظلم وظلام.. بالعربية أنزلت المعجزة على خير الأنام.. مما غاب جمالها عن ضمائر أعداء الإيمان.. تعبــــــوا عند محاربتها ليل نهار.. مع أن روعتها واضحة لدى أصحاب القلوب الواعية.. سعـــدوا بدراستها مدى الأزمــــــان.

يحاول الراغبون عن العربية إبعاد أبناء المسلمين عن فهم معانيها، وإدراك أسرارها بكل ما يملكون من قوة وأتباع.. فيبثون فيهم الضغينة تجاه هذه اللغة الكريمة.. عبر تسلية عقول أطفالنا بأفلام غربية.. التي تصور لهم أنها لغة الإرهاب.. حتى يهجروا كتاب الله.. وأصبحت قلوبهم في غطاء عن مداومة قراءة القرآن بين العشائين.. أن يكبروا نادمين على ما فاتهم من كرمها.

يا ليتنا ننتبه إلى ذلك الأمر الخطير.. ونعمل بكل وسيلة ممكنة؛ لنعيد على نفوس صغارنا كرامة العربية.. ولكن مما زاد الطين بلة هو زوال المهتمين بالعربية رويدا رويدا.. وظهور أناس ليسوا لهم أدنى قدرة بالضاد يعلمون العربية عند المدارس والجامعات.. أصبحنا أضحوكة لأعداء الإسلام.. فإن فاقد الشيء لا يعطيه.. وكأن لسان حالنا يقول: على العربية السلام..!


- صرير الأقلام -


صبيحة يوم الثلاثاء مع صفاء الجو والسماء.. تذكرت جلسة عقدت البارحة مع أصحاب الزاوية العربية.. قرأوا ما تيسر لهم من سيرة خاتم الأنبياء.. بقراءة السلف الهادئة والممتعة لدى الأسماع.. وجاءني ضيف حميم زائرا بعد طول غياب.. هو من السابقين الأولين في دراسة العربية بالجامعة.. وشارك الطلبة في قراءة المولد النبوي الشريف.

هي جلسة أسبوعية قام بها الطلبة الأخيار.. لإحياء محبة المصطفى المختار.. ولتقوية العلاقة بين الطلاب الجدد والقدماء.. على حين غفلة صادرة من قبل الجامعة.. المصرة بتطبيق التعليم عن بعد.. دون مبالاة بخطر ذلك الأمر على الطلبة ومصلحتهم الدراسية.. تلك هي حالتنا المريرة في ساحة المستوى الجديد بهذا العام الدراسي.

مهما كثرت العوائق التي تحول بين الطلبة والدراسة.. فهي لم تقدر على قهر همة الأخيار منهم باستمرار الدراسة على وجه صحيح يليق بها.. أوجدوا لها حلا وطابت نفوسهم أمام حادثة الأيام التي بطبعها لا تدوم لها حال.. فعسى الله أن يفرج عنهم ويعيد على الجامعة عقلها واهتمامها بأبنائها.. حتى لا تصبح أضحوكة على صرير الأقلام.

 

- شد حيلك -


يا من توهم أنه لن يتخرج من الجامعة.. بسبب عدة مشاكل التعليم.. لا تجلس لوحدك وترهق نفسك بالتفكير.. بل اقعد مع من هو أدرى منك بحلها.. معلما كان أو زميلا.. وشاوره في أمرك.. فمن يتشاور لا يندم.. وابحث عن البيئة المناسبة؛ لتنمو همتك في الدراسة.. والزم الجهد واصطبر له.. فإن العلم لا ينال براحة الأبدان.. وما أبعد الخيرات عن أهل الكسل!

تخلص من صحبة الأشرار.. والجأ إلى صحبة الأخيار.. فإن الصاحب ساحب.. ثم تحرك من مكانك الممل.. فالحركة بركة، وابحث عن القدوة الحسنة عند من سبقك في التعليم.. واخط خطاه.. واعلم أن كل من سار على الدرب وصل.. وما بقيت من أيام دراستك بالجامعة إلا لحظات معدودة.. فاجعل ختامها مسكا.. حتى تكون عبرة وأسوة حسنة لمن جاء بعدك.

أخيرا نظم وقتك جيدا.. فلا تضيعه بأشياء تافهة لا قيمة فيها.. واحتفظ بصحتك الغالية.. فالعقل السليم في الجسم السليم.. وأخلص النية في التعليم.. وعليك بالقيام ليلا والناس نيام.. واطرق باب الغفار بمناجتك أطراف النهار.. وأحسن ظنك بالمنان.. فلن يخيبك من كان أمره بالكاف والنون.. وثق بأنه مهما امــــــــــتدت مدة تعليمك.. لابد في يوم ما أن تتخرج.


- زاوية عربية -


بضعة أيام قبل مجيء رجب الفرد.. انتقل مركز اتحاد الطلبة لقسم تعليم العربية إلى زاوية من زوايا حي الجامعة.. على بقعة أرض ذات أشجار ناعمة كثيفة.. هو دار ومكتب ومجلس واستراحة لأصحاب الضاد ومن ينتمي إليها.. لقد عادت الحياة إلى جدرانه وفينائه ببركة طلبة العربية بعد أن كانت تأسره المنية غير مسكون سنة كاملة.

استأجره أعضاء قسورة الجامعة ليكون مقر اجتماعهم وتخطيط برامجهم مدى العام الدراسي.. وقد رحب بهم أهل الحي بأحلى ترحيب.. راجين منهم فيوضات خبرتهم في العربية وأنشطتهم التربوية لأبناء الحي.. أما ترى من تلك الحال أن صاحب الضاد يكون محترما حيث كان وأينما كان؟! كأن لسان حالهم يقول للطلبة: قدوم مبارك!

زاوية عربية تميل قلوب الناس إليها.. إنها تفيد جميع نازلها وتستفيد.. ملأ رحابها المحبون لها من أقطار الجامعة.. حضر إليها القريب والبعيد؛ لإحياء اللسان العربي ودراسة أسراره النفيسة.. أدام الله عمارتها مدى الأيام والشهور والسنين بالإحسان.. فهي موقع استقرار لخدام لغة القرآن والنبي العدنان.. فيا زائر الزاوية، صل على خير البرية.

 

- إن قلبي معكم -


تحت ضوء البدر المنير.. مع شدة برودة الجو في مدينة بوقور.. رتبت هذه الأحرف؛ لأعبر عما جرت في ذهني من أفكار.. إنها رحلة طلب العلم المليئة بذكرياتها البهيجة.. فلقد رحلت من مكان لآخر والتقيت ببعض أهل العربية.. المتمكنين بدقائق أسرارها الثمينة.. من مشارق الأرض إلى مغاربها.. هم قدوتي وذخيرتي عند نشر هذه اللغة الكريمة.

صحبتهم شرف ومنة غالية.. نلت منهم الدرر الوافرة.. المستمرة فوائدها مع مرور الليالي والأيام.. لهم طرائق متنوعة في تعليم العربية.. مما تميل إلى اليسر والسهولة.. ورغم تبحرهم بالضاد كانوا في قمة التواضع.. يذهب أحدهم إلى المعهد مشيا على الأقدام.. ومنهم من يجالس الطلبة في مسجد الجامعة.. فكنت أسمع منه ويسمع مني.. يا لها من أوقات نفيسة!

كم أنا مشتاق لرؤيتهم ومجالستهم.. إخواني وأساتذتي الأحباء.. لكم مني جزيل الشكر وأسمى التحيات.. مع بعد المسافة أهدي إليكم دعواتي بظهر الغيب.. عسى الله أن يثبت أقدامنا على القيام بتدريس العربية.. حتى تأخذ بزمامها الأجيال القادمة.. ويجمعنا مرة أخرى في دار كرامته.. في أحسن حال وأنعم بال.. ببركة جد السبطين صلى الله عليه وسلم.


- إلا من أتى الله بقلب سليم -


تدور حركة الحياة ونحن في غفلة عن الحقيقة المريرة على أنها لا تدوم أبدا، فكم تكبر أناس هم الآن في التربة المظلمة، لا الشمس تنورهم ولا القمر يؤنسهم، ندموا على كل ما ارتكبوا، من لبسهم رداء المتكبر الجبار إلى تحقيرهم لعظمة شريعة القهار، فيا حسرة عليهم! ضيعوا عقولهم في النظر إلى الدنيا، تفلسفوا فيها بغير سلطان أتاهم، تبرأنا من نظرتهم الباطلة.

أما وجهة نظر المسلم للحياة فإنما هي جسور قصيرة يمر بها في رحلته لتواصله إلى دار البقاء، يلتمس فيها زادا للعودة إلى الجنان، ويقدم ما وصل إليه من إرشاد المنان على حيلة عقول الإنسان، فطوبى لمن استسلم واستراح باله عند مواجهة تغيرات الأقدار، وضميره حي بذكر الرحمن، لا تضره في أمره لومة لائم، يتقي ربه ليلا ونهارا، فوقاه ربه من الوقوع في تباب.

فهل رأيتم أحسن زاد للراحل من مداومة النزول بفيناء أهل العلم والحضور عند مجلسهم؟ فقد شبه المبعوث فينا - صلى الله عليه وسلم - مجالسهم بروضات الجنة، وكلما نزل بهم السائر اغترف منهم، فامتلأ قلبه يقينا وعقله خضوعا، ما كان يمشي في الأرض مرحا، سلم الناس من يده ولسانه، كريما نافعا لأسرته ومجتمعه، حتى إذا وافته المنية وهو يأتي ربه بقلب سليم.

- اتحاد الطلبة لقسم تعليم العربية -

قسورة الجامعة وأعز من فيها.. هم الطلبة المحجوبة عن أعين المغرور.. جهدهم مشكور وسعيهم مأجور.. أسوة لخادم العربية ومحبها الغيور.. أصحاب الهمم العالية.. تركوا لمن جاء بعدهم عبرة نفيسة.. سيمتهم الذكاء والعبقرية.. تعبوا لأجل الضاد ونشرها.. قاموا بشتى الأنشطة التي يرجع نفعها لهم ولكل من صاحبهم.. كثر الله أمثالهم عند رحاب جامعتنا الرائدة.

جلست معهم ذات يوم بفناء أحدهم أمام الخيمة السوداء.. تناقشوا بهدوء واحترام حول برنامج تدريبي للطلاب الجدد؛ لتعريفهم بالجامعة وما دار فيها من نظام التعليم.. تشجيعا لهم للاشتراك باتحاد الطلبة؛ كي يصبحوا خير خلف لخير سلف.. فإن قسم تعليم العربية هو عسكر الجامعة وعمدتها.. يحمي سمعتها العطرة عند المجتمع قديما وحديثا بفضل الله ثم منسوبيه.

هم صحبة الأخيار لا يشقى بهم جليسهم.. نجوم الجامعة في الصداقة والأمانة.. صبروا على الحواجز لإنشاء البيئة العربية.. حتى ظفروا بروعة الفصاحة لسانا وكتابة.. تسابقوا عند الحصول على مرتبة الامتياز بدراستهم.. ثبت الرحمن حرصهم في طلب العلم.. وأيدهم بالتوفيق عند جميع أمنياتهم.. نفوسهم أنيقة تسمو إلى معالي الأمور.. فاشهد بأن لهم موضع قدم في قلبي.

- زيارة دار الاستشفاء -


زرت البارحة مستشفى السيدة خديجة بمدينتي، كنت أرافق والدتي للفحص الطبي بسبب مرضها المسن، فكانت الزيارة سريعة لا تتجاوز ساعتين، فحصها الطبيب ثم أخذ منها عينة الدم لاختبارها في المعمل وكتب لها وصفة الدواء، لاحظت أن خدمة المستشفى جيدة للغاية، تهتم الممرضات بحوائج المرضى وتقوم بمساعدتهم على الفور دون طول انتظار وإهمال طلباتهم.

نادرا ما وجدت الخدمة المتميزة عند رعاية المسنين مثل ما رأيت بأم عيني في تلك المستشفى، وإذا حدث تغيير الموعد لمقابلة الطبيب أخبر المسؤول أهل بيت المرضى مباشرة ليتم الحضور في الوقت المناسب، كما أن فيها سيارة الإسعاف وتكون جاهزة لمدة أربع وعشرين ساعة لمعالجة حالة الطوارئ، وفي الدور الثاني مسجد مريح تقام فيه الصلوات الخمس المفروضة.

تلك هي نبذة يسيرة من قصة زيارتي إلى المستشفى، والمتأمل في نعم المولى يدرك أن العافية نفيسة، وأن صاحبها يعيش في غنى تام عن مسألة الناس، فالعاقل من يغتنم صحته قبل سقمه، ولا يغتر بها فيترك الرياضة ويكون أسيرا للوسادة، بل يقوم بشكر الإله الودود على نعمة العافية، فإنه مهما بلغت من الجودة وتحسنت الخدمات بدار الاستشفاء فإن الوقاية دوما خير من العلاج.


- فاصفح الصفح الجميل -


صبيحة يوم الأحد الماضي حصلت على جهاز جديد، اشتريته من إحدى المحلات التجارية بثمن بخس جدا، حجمه صغير مناسب لكتابة النصوص العربية بشكل ممتاز، الآن أكتب به هذه الفقرة الموجزة كي أتأكد من جودة الحروف الموجودة فيه؛ لتسهل على الطلبة قراءتها، رغم أني وجدت بعض الاختلاف بينه وبين جهازي القديم، لكنه لا يؤثر كثيرا على القراء.

تميز هذا الجهاز عن غيره من الأجهزة بسرعته وسهولة استخدامه وخفة وزنه، فيمكنك أن تحمله في حقيبتك وتكتب به في أماكن شتى، كما أنه يكون على التواصل الدائم بالشبكة الدولية، فيسهل نشر مقالتك عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي المتنوعة، لذا اخترت هذا الجهاز ليساعدني على القيام بمهمة تدريس العربية وخدمة طلبة العلم فيما يتعلق بحاجتهم التعليمية.

إلى الآن لم أجد أي صعوبة في كتابة الحروف العربية بهذا الجهاز سوى أشياء يسيرة لا تلفت انتباهي أثناء استخدامه، فقد تعودت على تعبير خواطري بهذه اللغة شفهيا وكتابة منذ نعومة أظفاري، مع أنني مشتاق جدا إلى شكل الحروف العربية في جهازي القديم، لقد كان مليئا بذكريات جميلة لا تنسى، وبعون الله أبدأ صفحاتي الجديدة تكون أجمل، فاصفح الصفح الجميل.