Wednesday, 13 July 2022

- فاقد الشيء لا يعطيه -


بعيد عن الأدب والحرص على فهم الدروس، بعيد عن النجاح وإيصال المعلومات إلى الأذهان، بعيد عن البركة ونفع أفراد المجتمع، بعيد عن القبول واحترام العلم، بعيد عن إحياء القلوب ونهضتها من نوم عميق، تلك هي الظواهر المكشوفة والحقائق المعروفة لدى أصحاب الضمائر الواعية تحت الغطاء المسمى بتعليم عن بعد عند المدارس والجامعات.

جعل الأغبياء المؤسسات التعليمية شركة ومصنعا لإنتاج الجهال ونشرهم وسط المجتمع الإسلامي، وضيقوا عقول أبناء جلدتنا بوضع المنهج الدراسي المعتمد على التعليم عن بعد مستدلين بتقدم التقنية، غافلين عن عواقبه الخطيرة، شأنهم الأموال والجري وراءها شبيه الذئاب بل هم أبشع، أشربوا في قلوبهم حب الدنيا وكراهية الموت، وذلك مبلغهم من العلم.

شتان بين زراعة الأجيال الكريمة وصناعة منتجات الشركة، وعديم العقل لا يقدر على التفرقة بينهما، فيحسب أن خيرة ذات كبد رطب مثل الجماد تماما، يتمنى السيطرة عليها ويجعلها كالبضاعة المزجاة وينسى أنه من جملتها، لا يدرك بأن الإنسان مكرم، وأنى له الإدراك والفهم مع غياب الذهن، دوما يهدم جدران التربية وتقدمها، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.


No comments:

Post a Comment