- وقليل ما هم -
عند شاطئ النهر وبـهجة مناظره تصفو العقول وتـهدأ النفوس وتتسع الصدور، ومع جريان وتدفق مياه النهر تـجري هذه الأسطر؛ للتعبير عما في الـخواطر من أفكار ومشاعر، كم من نعمة ومنة تـخلو من شكرها، لقد انشغل الكثير عن فضل الـمنان عليهم، فأورثهم الـجبار الغفلة عن رغد العيش الذي كانوا فيه، تضيق ضمائرهم بـحلول أصغر حوادث الدهر.
لما جن الليل على المخيم قام الخاشعون لمناجاة الملك الوهاب، ملأت نفوسهم الرغبة فيما عند المولى من فيض الكرم وقديم الإحسان، هم المشتاقون إلى الجنان، يتنعمون بما آتاهم ربهم ولا يخلو بالهم من شكر النعم، فزادهم الله نورا على نور، وأسبغ لهم جمال ستره وحصين وقايته، شتان بينهم وبين من غرقوا في بحر الشهوات، وأخذتهم أمواجه إلى شقاق بعيد فتذهب ريحهم.
كم نحن بحاجة إلى تذكير أنفسنا بأن الله تعالى أرفق بنا من أمهاتنا وآبائنا، وأن عين الله ترعانا في حركاتنا وسكناتنا، نعجز عن إحصاء نعمائه علينا بكل ما لدينا من جهاز، فهلا نوجه جهدنا لشكرها؟! ونسعى لنيل رضا ربنا؟! بما أن شكر النعم عينه نعمة من الله يمنها على القليل من عباده، فنرجوه أن يجعلنا من الأخيار، ويردنا وأهلنا إليه ردا جميلا بكل لطف وحنان.
No comments:
Post a Comment